"لينشئوا مخازن للأطعمة والوقود. وفي ١٩ أكتوبر ١٩١١م، وبعد قدوم الربيع، انطلق أموندسن ورجاله نحو القطب في أربع زلاجات يجرها ٥٢ من كلاب الإسكيمو. وعندما شارفت الرحلة على النهاية، لم يعد هناك حاجة إلى هذه الكلاب لتجر الزلاجات، فتم قتل الكلاب الضعيفة منها وتقديمها كغذاء للحيوانات الحية وللرجال.
وعلى خلاف رحلة أموندسن، فإن رحلة سكوت الاستكشافية قد أصيبت بفاجعة. فبدلاً من أن يستخدم سكوت الكلاب طوال الرحلة، اعتمد بشكل رئيسي على الخيول صغيرة الأجسام لجر الزلاجات. لكن الخيول أصبحت منهكة ووجب التخلص منها. وقد تعين على الرجال أن يسحبوا الزلاجات بأنفسهم وأن يحملوا المؤن وكان عليهم أيضًا أن يكابدوا من البرد القارس والرياح القاسية، كما كانوا بحاجة إلى الثياب الكافية والملائمة لمثل هذه الظروف. انظر: سكوت، روبرت فالكون.
وفي ١٤ ديسمبر، قدر أموندسن ورفاقه أنهم قد وصلوا إلى القطب الجنوبي، فبدأوا رحلة العودة بعد ثلاثة أيام تاركين وراءهم خيمة وعلمًا نرويجيًا. وبعد خمسة أسابيع، وصل سكوت ورجاله أخيرًا إلى القطب ليكتشفوا أن أموندسن قد كان هناك قبلهم. عندها بدأ سكوت ورجاله المنهكون واليائسون رحلة العودة. لكن الإصابات والتعب والطقس السيئ بصورة متصلة حالت دون عودتهم سالمين. ومات الفريق بأكمله من البرد والجوع.
الإنجازات الأخرى. ولد روالد أموندسيرت جرافيينج أموندسن في بورج قرب أوسلو. ودرس الطب لمدة عامين قبل أن يذهب إلى البحر عام ١٨٩٧م على متن سفينة تدعى بلجيكا. وخلال هذه الرحلة، ساعدت جهود أموندسن في مكافحة مرض الأسقربوط الذي شاع بين الطاقم. وفي عام ١٨٩٨م، أصبحت سفينة بلجيكا وعلى متنها أموندسن أول سفينة تقضي فصل الشتاء في مياه القطب الجنوبي. وفي عام ١٩٠٦م، أكمل أموندسن"
"رحلته الأولى من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، وعبر المياه القطبية إلى كندا.
وفي هذه الرحلة التي سلكت الممر الشمالي الغربي حدد أموندسن الموقع الدقيق للقطب الشمالي المغناطيسي.
ومنذ عام ١٩١٨م وحتى ١٩٢٠م، أبحر أموندسن عبر الممر الشمالي الشرقي. فقد سافر من النرويج عبر مياه المحيط القطبي إلى بحر بيرينج. وهكذا، أصبح أموندسن أول شخص يعبر الممرين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي.
وفي عام ١٩٢٦م، دخل أموندسن التاريخ بتحليقه فوق القطب الشمالي بمنطاد يدعى نوريج قاده المكتشف الإيطالي الطيار أمبرتو نوبايل.
وفي يونيو ١٩٢٨م، غاب أموندسن وفريقه داخل القطب يبحثون عن نوبايل الذي كان قد اختفى منذ مايو. وفي نهاية المطاف تم إنقاذه.