الألزاس واللورين إقليم في الشمال الشرقي من فرنسا، على الحدود الألمانية الفرنسية، يغطي حوالي ٣١,٨٢٨ كم٢. تقع سويسرا في جنوبه، ولوكسمبرج في شماله. ويشبه هذا الإقليم شكل الرقم الإنجليزي "7". يضم إقليم الألزاس، الذي يشكل ذراع الشمال - الجنوب، منطقتين إداريتين هما هاوت - رين، وباس - رين. ويشكل إقليم اللورين ذراع الشرق - الغرب. وهو مقسم إلى مقاطعات هي موزيل، مورتة وموزيل، موزيه، فوزجيه.
يعيش في الألزاس واللورين حوالي ٤ ملايين نسمة، وينتمي معظمهم للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وظل السكان مئات السنين، نصفهم فرنسي، والآخر ألماني. وأهم منتجات هذا الإقليم القمح، والجاودار، والشعير، والشوفان، والنبيذ الأحمر والأبيض. وتشمل الثروات
المعدنية، الحديد الخام من اللورين، والبوتاس من الألزاس. وتقدم مقاطعة جبال فوزجيه الغربية الأخشاب، والفحم، والملح. وتوفر أنهار هذه المنطقة الطاقة الكهربائية. وتقوم أيضاً في الألزاس واللورين صناعة نسيجية مهمة.
ظلت الألزاس واللورين لفترة طويلة منطقة نزاع بين فرنسا وألمانيا. وطردت الفرق التيوتونية القبائل السلتية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، وأقامت في الإقليم. ثم أصبحت المنطقة في أواخر القرن الثامن الميلادي، جزءاً من إمبراطورية شارلمان. فكانت من نصيب المملكة المتوسطة الواقعة بين ألمانيا وفرنسا، عندما اقتسم أحفاد شارلمان الإمبراطورية. لكن الألزاس واللورين سرعان ما عادت إلى الانضواء تحت الحكم الألماني.
بقيت الألزاس واللورين تحت الحكم الألماني حتى القرن السادس عشر الميلادي، عندما استعادت فرنسا السيطرة عليها تدريجياً. وكافح الشعب ضد الجهود الرامية إلى جعلها فرنسية. لكن الثورة الفرنسية عام 1789م أحدثت تغييراً في الصميم. فأصبح الشعب الألزاسي ذا روح فرنسية، حيث انتقل إلى فرنسا أكثر من خمسين ألفاً، عندما استولت ألمانيا على كل الألزاس تقريباً عام ١٨٧١م.
وافق الألمان على التنازل عن الألزاس واللورين بعد الحرب العالمية الأولى. واستعادوا السيطرة على الإقليم في الحرب العالمية الثانية. وقاموا بترحيل آلاف الناس خارج الإقليم، واستبدلوهم بألمان وبولونيين، وروس. لكن الحلفاء طردوا الألمان من الألزاس واللورين في عامي ١٩٤٤ - ١٩٤٥م واستعادت فرنسا السيطرة على الإقليم كله مرة أخرى.