الأليوتيون هم السكان الذين عاشوا تقليديًا على جزر ألوشيان الواقعة على مبعدة من ساحل ألاسكا ذات الطبيعة القاسية والرياح الدائمة. ويسمى الأليوتيون أنفسهم بالأناخان التي تعني نحن الناس. وتعود أصولهم إلى
الأليوتيون هم السكان الذين عاشوا تقليدياً على جزر ألوشيان الواقعة على مبعدة من ساحل ألاسكا ذات الطبيعة القاسية والرياح الدائمة. ويسمى الأليوتيون أنفسهم بالأناخان التي تعني نحن الناس. وتعود أصولهم إلى شعوب الأسكيمو الذين استوطنوا هذه الجزيرة منذ آلاف السنين، لكن لغتهم تختلف عن لغة الأليوتيين. عاش الأليوتيون القدامي معتمدين على بيئة البحر الغنية. واستخدم الصيادون منهم الحربون في صيد الحيتان والفقمه (عجول البحر) وثديات البحر بواسطة الزوارق الجلدية المعروفة بالكياك. كما استخدموا الحربة والشص (السنارة) في صيد الأسماك، وبجانب ذلك فلقد كانوا يصطادون الطيور. يرتدي الأليوتيون البركة المصنوعة من الفراء وجلود الطيور، أو من أجزاء بعض الحيوانات الأخرى. يعيش العديد من الأسر معاً في بيوت كبيرة مدفونة في الأرض بعمق ٩٠-١٢٠سم. وتتكون هياكلها من الكتل الخشبية، التي تجرفها المياه نحو الشاطئ، ومن عظام الحيتان، وتغطي بطبقة العشب الجاف أو الجلود، وبطبقة أخرى من التربة التي تحتوي على العشب وجذور النباتات.
اكتشف الروس جزر ألوشيان عام ١٧٤١م. وقام تجارهم وصيادو الفراء بعد ذلك باصطياد الأليوتيين، وقتلوا العديد منهم، كما لقي بعضهم حتفه بسبب الأمراض التي جلبها الروس معهم. كان عددهم يتراوح بين ١٢٠٠٠ و ١٥٠٠٠ نسمة، ولكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وصل عددهم إلى أقل من ٢٠٠٠ نسمة. وقد اشترت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الجزر عام ١٨٦٧م كما في ذلك بقية ألاسكا.
هاجم الجنود اليابانيون الجزر أثناء الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥م) وأسروا القرويين وأرسلوهم، فيما بعد، إلى معسكر للاعتقال في اليابان. وهنالك مات منهم نحو النصف لإصابتهم بالدرن وسوء التغذية. قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإجلاء باقي الأليوتيين للجزء الشرقي من ألاسكا لحمايتهم. لكنهم عادوا إلى جزرهم عام ١٩٤٥م. أجاز الكونغرس الأمريكي عام ١٩٧١م، قانون تسوية المطالب الأصلية لسكان ألاسكا، وبموجبه استعاد الأليوتيون معظم أراضيهم. هنالك الآن نحو ۸۰٠٠ نسمة من الأليوتيين في ألاسكا يعيشون حياة متحضرة، ولكن مازال كثير منهم يصطادون الحيوانات والأسماك لغذائهم.