أكسوم أكسوم من الممالك القوية في شرق إفريقيا، فيما يعرف الآن بإثيوبيا. تعرف عاصمتها أيضاً بأكسوم، وتقع في نفس موقع مدينة أكسوم الحالية في إثيوبيا. استمدت المملكة أهميتها في نحو عام ٥٠ م. وبلغت أوج قوتها بين القرن الرابع والسابع الميلاديين. ولا يملك العلماء معلومات مؤكدة حول بداية نشأة أكسوم. يعود الفضل في ثراء وقوة أكسوم إلى مينائها أدول الواقع على البحر الأحمر؛ فقد كان هذا الميناء مركزاً تجارياً عالمياً يقع بالقرب مما يعرف الآن بـ"مصوع". وكان يرد لهذا الميناء الذهب والعاج والمواد الخام من كوش والأجزاء الأخرى من قلب إفريقيا. ويتم الاتجار في هذه السلع مع تجار مصر واليونان وروما وبلاد فارس والهند وسيلان. وكانت منتجات أكسوم التجارية تشتمل على التوابل والصمغ العربي الذي يدخل في صناعة الحلويات والأدوية والغراء. وغزت أكسوم، في أوج قوتها، الممالك الأخرى الواقعة على البحر الأحمر، وعلى النيل الأزرق، كما شيد ملوك أكسوم الحصون والقصور والنصب المصنوعة من الجرانيت، التي تتميز كلها بالفخامة. هزم الملك إيزانا في القرن الرابع مملكة أكسوم في حوالي ٤٠٠ ق.م مملكة أكسوم الموضحة باللون الرمادي الداكن في الخريطة، كانت تحتل الأرض التي تغطيها الآن إرتريا وشمال إثيوبيا وأجزاء من السودان وجيبوتي. فبعد انتصاراتها على جارتها مملكة كوش عام ٣٥٠ م سيطرت أكسوم على الطرق البرية والبحرية المؤدية إلى أوروبا وآسيا. وقد وضحت الحدود الحالية للدول بالخطوط السوداء.
الميلادي دولة ميرو. واشتهر إيزانا بأنه جعل النصرانية الديانة الرسمية لأكسوم. أصاب أكسوم الانحطاط عقب غزو الفرس للجزيرة العربية في أواخر القرن السادس الميلادي. وكانت أكسوم قبل هذا الفتح قد حكمت جنوبي الجزيرة العربية. وضع الفرس العراقيل أمام أكسوم للاستمرار في التجارة مع الممالك الواقعة على البحر الأحمر والجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. فتح المسلمون، في القرن السابع الميلادي بلاد الفرس وأوقفوا بذلك هجرة المستوطنين من جنوبي الجزيرة العربية إلى أكسوم. انتشر الدين الإسلامي بسرعة في الجزيرة العربية وشمالي إفريقيا، ونتج عن ذلك أن أصبح النصارى في أكسوم محاطين بشعوب غير نصرانية. حارب الأكسوميون بين القرن السابع والعاشر الميلاديين المسلمين والشعوب المحيطة بهم، ورغم أن أكسوم فقدت القوة والأرض إلا أن ثقافتها بقيت وازدهرت فيما بعد في إثيوبيا.