براودهون، بيير جوزيف (1809 - 1865م).
اشتراكي ومصلح فرنسي. نشر عام 1837م مؤلّفًا بعنوان: مقالة حول القواعد العامة، كافأته عليه أكاديميّة بيزانسون بمرتب لمدة ثلاث سنوات، غير أنّه فقد إجازة الأكاديمية له بعد ثلاث سنوات بسبب مقالته ما الملكيّة الخاصة؟ فقد كشفت المقالة عن أفكاره الاشتراكيّة حيث إنّه ذكر أن الملكيّة سرقة.
وضع براودهون مؤلّفات كثيرة أخرى. وفي أغلب الأحيان جرت عليه نشاطاته الأدبية والسياسية متاعب مع الحكومة الفرنسيّة. وقضى عدة سنوات في السجن والمنفى. لاتّسم أعماله دائمًا بالانسجام، وهي صعبة التفسير أحيانًا، بسبب شغفه باستعمال عبارات متناقضة، فمثالية. مثلًا: استنكر الملكيّة الخاصة، لكنّه لم يشجب أصحاب الأراضي الزراعية الذين لم يسيئوا استخدام أراضيهم، ولم يجعلوا منها موردًا للكسب على حساب الآخرين.
آراؤه السياسية.
كان براودهون متحمسًا لفكرة الحرية والعدالة، والمساواة. وانطوت فكرته عن الحرية على رفضه كل سلطة ما عدا سلطة الأسرة. وبخلاف كثير من الكتاب الاشتراكيين، لم يكن براودهون يرى أية فائدة من سلطات الحكومة. احتقر النظام الديمقراطي. كان فوضويًا أو مؤمنًا بنظام اجتماعي بدون حكومة. انظر: الفوضوية.
قال براودهون إنّه ينبغي أن يعمل المجتمع بعقود. ويجب أن تقوم هذه العقود على التوافق الطوعي بين أناس أحرار ومتساوين. وكان يعتقد أن العقود ستنشئ نظامًا يقوم على الحقوق والواجبات المتبادلة مما يفضي إلى العدالة. وحث على المساواة، إلا أنّه كان يعتقد بوجود أجناس وضيعة. وعارض منح النساء مزيدًا من الحقوق الاجتماعية.
آراؤه الاقتصادية.
دعا براودهون إلى الاقتراض بلا قيود، وأسس بنك الشعوب لتنفيذ آرائه بشأن المال. وكسب البنك حوالي 27000 مشترك، لكنّه أُرغم على تصفيته بعد شهر قليلة بسبب صعوبات سياسية.
حض براودهون في بعض أعماله على التعاون بين العمال وصغار الملّاك. فقد اعتقد أن مثل هذا التعاون سيكون أدعى إلى إرساء قواعد الحرية، والعدالة والمساواة من أي إجراء حكومي.
ولد براودهون في بيزانسون، ودرس في كلية بيزانسون. وعمل في مؤسسة للطباعة خلال الفترة 1842-1847م، وانتقل إلى باريس عام 1848م.