البردي نبات مائي مصري. استخدمه قدماء المصريين أليافه لصنع صحائف يكتبون عليها، كما استخدم في صناعة الحصر وأشرعة المراكب الصغيرة. وكانت أزهاره الداكنة تُستخدم في صنع أوراق للزينة لوضعها في المزارات الدينية عند الفراعنة. ويُعتقد فريق من الناس أن الصندوق الصغير الذي أخفت فيه أم موسى صغيرها كان مصنوعًا من ورق البردي. ويُعتقد كثير من العلماء أن كثيرًا من أنواع البردي استخدم في تحقيق الأغراض المذكورة، ويُطلق عليها جميعًا اسم البردي.
ولا يزال نبات البردي يزرع في دلتا نهر النيل بمصر. وتنمو فروع السيقان إلى طول يتراوح ما بين متر وثلاثة أمتار. لكنها لا تحمل أوراقًا، إذ تنمو الأوراق الخشنة مباشرة من الجذور. ويحيط شعر الألياف بزهور الأشجار.
وكان الفراعنة يصنعون أوراق البردي من قشور الساق. وكانت توضع على صفوف من الحجارة.
ويضغط عليها. تتحول الأوراق المطحونة غير اللامعة إلى نسيج مسامي، يشكل ورقة بيضاء. وقد أثر مرور الزمن في أوراق البردي فأضحت داكنة اللون. وتبدو الأوراق في البداية في شكل صفحات طويلة قائمة الزوايا في رزم وتُربط بالحبال. وأضحت الصفحات تُضم بعضها إلى بعض، وتُجلّد معًا، كما هو الحال بالنسبة للكتب الحديثة.
واحتفظت مصر حتى القرن الأول قبل الميلاد باحتكار صنع البردي. وحلت محله تدريجيًا رقائق متينة صنعت من جلود الحيوانات.