الإيحاء يعني في علم النفس قبول العقل لفكرة ما بدون تفكير نقدي متأن، فإذا ما أقدم شخص مثلاً على مجرد تمثيل حركة رمي فإن كثيراً من الملاحظين له سوف يتأكد لديهم انطباع بأن هناك شيئاً ما قد تم رميه بالفعل. وقد تكون هذا الانطباع لديهم لأن العقل يتجه نحو إكمال الصورة الجزئية غير المكتملة، ومن أمثلة ذلك أيضاً الأب الذي يلمس جبهة طفله المريض؛ فهو ربما اعتقد أن طفله يعاني من الحمى، حتى وإن أظهر الترمومتر أن درجة حرارته عادية، ربما لتوافر عدة عوامل أوحت ببعض أعراض الحمى. ويعتمد السحرة المحترفون على الإيحاء في معظم تأثيراتهم على جمهور المشاهدين. فإذا ما أقدم الساحر على رمي قطعة معدنية وجعلها تتطاير في الهواء لتسقط داخل فنجان، فإن جمهور الناس عندما يسمعون الصوت المتوقع لرنين القطعة المعدنية يفترضون أنها استقرت في الفنجان. ويستخدم خبراء الإعلانات الإيحاء بطرق كثيرة، فلا يوجد خبير إعلانات واحد يمكنه أن يتجرأ ويضمن بأن الشخص الذي يستخدم نوعاً معيناً من المنتجات، سوف
يصبح مشهورًا مثل لاعب الكرة المشهور الذي يقدم الإعلان. ولكن خبراء الإعلانات يتحايلون بشدة للإيحاء بذلك. ويقبل الأطفال الإيحاءات بسهولة أكثر من الكبار لأنهم أقل نقدًا وتمحيصًا وأقل خبرة في الحياة. ويقبل بعض الناس غير المتعلمين أو المتعصبين على تصديق الإيحاء بسهولة. وبصفة عامة يكون الناس أكثر قابلية للإيحاء عندما يُسيطر عليهم الإرهاق أو القلق أو المرض.