من أول من تسلق جبل إيفرست ولماذا سمي بهذا الاسم

 








إيفرست، جبل

يُعدّ جبل إيفرست أعلى جبل في العالم، حيث يرتفع إلى حوالي 9 كم فوق سطح البحر. وهو أحد الجبال التي تتكون منها سلاسل جبال الهملايا، ويقع على حدود التيبت ونيبال وشمالي الهند.

يختلف المساحون فيما بينهم على الارتفاع الصحيح لجبل إيفرست. وقد جاء في تقرير خاص لبعثة بريطانية قامت بمسح هذا الجبل في أوائل القرن التاسع عشر، أن ارتفاع الجبل 8848م، ولكن التقدير غير الرسمي الشائع لارتفاع الجبل هو 8882م. وقد سُمي هذا الجبل باسم السير جورج إيفرست (1790-1877م) وهو مدير عام المساحة في الهند. ويطلق سكان التيبت على هذا الجبل اسم شومولونجما، ويسميه مواطنو نيبال ساجارماثا. وهو من الجبال الحديثة العمر من الناحية الجيولوجية. وقد تشكل هذا الجبل من طبقات الحجر الجيري، التي مازالت تندفع ببطء إلى أعلى بسبب تحركات الكتلة الأرضية أسفلها.

وتغطي طبقات الثلوج جوانب هذا الجبل، على الرغم من أن قممه وحوافه خالية من الثلوج بسبب شدة الرياح التي تهب عليها، علمًا بأن الظروف المناخية المحيطة بالجبل غير مواتية على الإطلاق للحياة النباتية والحيوانية.

وقد حاول العديد من متسلقي الجبال، تسلق جبل إيفرست منذ أن شاهده البريطانيون للمرة الأولى في خمسينيات القرن التاسع عشر، إلا أن الانهيارات الثلجية تغطي التشققات العميقة والرياح العاصفة، بالإضافة إلى شدة انحدار الجبل ونقص الأكسجين في الهواء، جعل تسلقه أمرًا بالغ الصعوبة. وجرت أولى محاولات تسلق الجبل في عشرينيات القرن العشرين، حيث شهدت هذه الفترة عشر محاولات تسلق، قام بمعظمها متسلقو الجبال البريطانيون والسويسريون بمساعدة أفراد قبيلة الشربا بصفتهم مرشدين وحمالين. وقد أوشكت بعض المحاولات التي جرت خلال الفترة من 1921 إلى 1952م على تحقيق النجاح، إلا أن الظروف البيئية هزمت المتسلقين، وقد قهرت القمة بصورة جزئية في نهاية الأمر، بسبب زيادة معلومات المتسلقين وتحسن المعدات التي تم تطويرها خلال هذه الفترة، وشملت هذه المعدات أحذية وملابس جيدة العزل واسطوانات أكسجين محمولة وأجهزة لاسلكي خفيفة الوزن.

وقد نجح السير إدموند هيلاري، وهو نيوزيلندي، بصحبة الدليل تينزينج نورجاي، وهو أحد أفراد قبيلة الشربا بنيبال، من الوصول إلى قمة الجبل لأول مرة في التاريخ، وهما من أعضاء فريق بعثة التسلق البريطانية التي كان يرأسها السير جون هنت. وغادرت هذه البعثة كاتماندو في نيبال في 10 مارس 1953م، ووصلت إلى الجبل من الناحية الجنوبية، التي كانت حتى ذلك الوقت غير صالحة للتسلق. وأقام المتسلقون أثناء تقدمهم سلسلة من

المعسكرات في طريقهم، مع انخفاض عدد الأفراد في كل معسكر. وكان المعسكر الأخير خيمة صغيرة نصبها هيلاري وتنزنغ على ارتفاع ٨٥٠٤م، حيث بلغا القمة بمفردهما في ٢٩ مايو ١٩٥٣م. وفي عام ١٩٥٦م تسلقت بعثة سويسرية جبل إيفرست مرتين. وتعد هذه البعثة أول مجموعة تصل إلى قمة لهوتس، التي تأتي في المرتبة الرابعة في الارتفاع في العالم، وهي واحدة من القمم العديدة التي تكسب الجبل ضخامته.

وقد قاد نورمان. ج. ديهرنفورس بعثة تسلق أمريكية لتسلق جبل إيفرست عام ١٩٦٣م. وفي الأول من مايو تمكن اثنان من أفراد البعثة، وهما توماس هورنبايين ووليم ف إنسولد، من تسلق الجبل من الجانب الغربي الصعب، وهما أول من تمكن من تحقيق هذا الإنجاز، حيث وصلا إلى القمة في ٢٢ مايو.

وتمكن دوجال هاستون ودوج سكوت من تسلق الجبل، والوصول إلى قمته من الجانب الجنوبي الغربي، وهما أول من تمكن من تحقيق هذا الإنجاز، وكانا ضمن بعثة تسلق بريطانية. وفي ١٠ مايو عام ١٩٨٠م نجح اثنان من أعضاء بعثة تسلق يابانية، وهما تاكاشي أوزاكي وتسونيو شيجيهيرو، من تسلق الجبل من الجانب الشمالي، وهما أول من تمكن من تحقيق هذا الإنجاز.

وصلت بعثتا تسلق إلى جبل إيفرست من جانبين للمرة الأولى في ٥ مايو ١٩٨٨م. وتتكون أعضاء بعثتي التسلق من يابانيين وصينيين ونيباليين. وبدأ فريق تسلق، مكون من ثلاثة أفراد، مهمته من نيبال، وشرع في تسلق الجبل من الجانب الجنوبي، كما بدأ فريق تسلق مكون من ثمانية أفراد تسلق الجبل من الجانب الشمالي في التيبت.

ويدعى أفراد قبائل الشربا بأن هناك مخلوقاً يدعى يتي أو رجل الجليد المرعب يقيم في المنطقة المحيطة بجبل إيفرست، إلا أن متسلقي الجبل لم يشاهدوا هذا المخلوق.

تعليقات