من أين جاء بنوا هلال وما دورهم التاريخي

 




هلال بن عامر بن صعصعة ، من هوازن ، من عدنان : جد جاهلي ، لبنيه أخبار كثيرة ليس منها أكثر ما تتداوله العامة . وبنوه خمسة بطون تفرعت من خمسة أبناء له ، وهم : شعبة ، وناشرة ، ونهيك ، وعبد مناف ، وعبدالله . وتكاثروا في الحجاز ونجد ، ثم تحولوا 1 الى بادية الشام ، ومنها الى صعيد مصر فكانت لهم أسوان وأكثر بلاد الصعيد . . ورحلت قبائلهم إلى إفريقية فتغلبوا عليها . وفي تاريخ ابن خلدون ما مؤداه : كان بنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ، ما بينه وبين جبل غزوان ، وربما كانوا يطوفون ، رحلة الصيف والشتاء ، أطراف العراق والشام فيغيرون على الضواحي وانتقلوا في الإسلام إلى الجزيرة الفراتية ، من بلاد الشام ، وانحاز بعضهم إلى القرامطة أيام تغلبهم على الأمصار الشامية ( في القرن الرابع للهجرة ) ، فلما خرج القرامطة نقل أشياعهم ، من بني هلال وغيرهم ، الى الصعيد المصري ؛ وقوي المعز بن باديس زعيم بربر صنهاجة في إفريقية فحلف ليمحون منها اسم بني عبيد ( الفاطميين ) ، وبايع للقائم العباسي ( سنة ٤٤٠ هـ ) .   

وفي « خلاصة تاريخ تونس » أن جموع بني هلال وسليم ، التي قاتلت المعز بن باديس ، كانت تناهز أربعمائة ألف ؛ وأن المعركة التي هزم بها نشبت قرب جبل « حيدران » في الجنوب الشرقي من الجمهورية التونسية الآن ، على الجادة الكبرى بين قابس والقيروان ، في المكان المعروف اليوم بودران . وفي كتاب « قبائل العرب في مصر » أن الموحدين أجلوا كثيراً من هلاليي افريقية ، إلى الأندلس ؛ وان السلطان قلاوون بمصر ، استعان بهم في فتح دنقلة ، وأنهم كانت لهم في أيام ابن خلدون بقايا في الصعيد ؛ وان المقريزي وصفهم بالكثرة في شرقي عيذاب ؛ وان في المؤرخين من يعد « الجعافرة » في الصعيد بطناً منهم ، وقد سكن بعضهم السودان .

تعليقات