لماذا كان تاريخ هايتي قطعة من الجحيم

 






الجزيرة التي تحتل هايتي ثلث مساحتها، وتحتل الباقي جمهورية الدومينيكان، اكتشفت في 5 كانون الأول - ديسمبر 1492 على يد كريستوف كولومبوس الذي أعلن ضمها إلى الممتلكات الإسبانية. وفي القرن السابع عشر، أصبحت الجزيرة محطة لقراصنة البحار كان بينهم فرنسيون يحملون حقدًا كبيرًا على إسبانيا. وقد حصن هؤلاء القراصنة مواقعهم في جزيرة السلحفاة الصغيرة الواقعة بالقرب من الشاطئ الشمالي للجزيرة. وفي عام 1697، وقعت فرنسا وإسبانيا معاهدة اعترفت إسبانيا بموجبها بالسيادة الفرنسية على الثلث الغربي من الجزيرة (كانت تدعى هيسبانيولا) أي على الإقليم الذي يشكل حاليًا هايتي.

وعرف هذا الجزء الفرنسي ازدهارًا واسعًا في السنوات التسعين التالية. فما إن حل عام 1780 حتى كانت مستعمرة سان دومينيك (هذا هو الاسم

الذي أطلقه الفرنسيون على مستعمرتهم هناك (تقدم لأوروبا كميات كبيرة من البن والسكر). وكان نحو نصف مليون عبد أسود يشقون في الزراعات هناك. وكانت ظروف أعمالهم مضنية لدرجة أنه لم يتبق منهم إلا العدد الضئيل خلال جيل واحد، فاستقدمت السلطات الاستعمارية أعدادًا أخرى من أفريقيا. وقد حكم البيض (نحو 25,000 فقط) المستعمرة بقسوة هائلة، من غير أن يراعوا أقل الاعتبارات الإنسانية. وكان الخلاسيون يشكلون الطبقة الاجتماعية الوسطى بين البيض والسود. وكان لهم حق تملك الأراضي والعبيد، لكنهم لم يحظوا بأي اعتبار مدني من البيض الذين حرموا عليهم أية وظيفة إدارية، أو ممارسة المهن الحرة. فامتلأت قلوبهم حقدًا على البيض، لكنهم احتقروا أيضًا السود وخافوا منهم.

في عام 1789، حرمت الثورة الفرنسية العنف المستشري في هايتي. وكان الخلاسيون أكثر المستفيدين من إعلان الثورة حول حقوق الإنسان. لكن المستعمرين البيض رفضوا المثول لهذا الإعلان. فتمرد الخلاسيون في تشرين الأول - أكتوبر 1790، ونظموا مسيرة إلى رأس هايتي (كان يسمى الرأس الفرنسي). لكن حركتهم قمعت وأعدم زعماؤها في بداية 1791.

وتجددت الاشتباكات بين البيض والخلاسيين في الأشهر اللاحقة. لكن الثورة الحقيقية قام بها السود. ففي آب - أغسطس، انتفضوا ضد أسيادهم، ووقعت مذابح عديدة بين البيض والخلاسيين والسود استمرت سنوات. وكان الخلاسيون يدعمون السود في بعض المناطق، في حين أنهم دعموا البيض في مناطق أخرى. والشيء نفسه بالنسبة للبيض، إذ كان السود أكثر الطبقات الثلاث تماسكًا فيما بينهم. هذا فضلاً عن أن البيض كانوا منقسمين بين مؤيد للحكومة الثورية الفرنسية وبين معارض لها. وزاد الوضع في سان دومينيك تعقيدًا عندما دخلت إسبانيا وانكلترا الحرب ضد فرنسا، وأرسلتا جيوشهما لاحتلال سان دومينيك. وفوجئ الجميع بهزيمة الإسبان والإنكليز هناك، وطردهم من

كامل هيسبانيولا وتوحيدها ، عام ١٨٠١ ، على يد الزعيم الأسود الشهير توسان لوفرتور .

كان لوفرتور عبداً سابقاً ، عرف ، وهو على رأس ثورة السود ، كيف يستفيد من التناقضات الداخلية ومن النزاعات بين الدول . لكن سوء طالعه قاده لأن يكون عدواً لواحد من أكبر قادة التاريخ العالمي ، نابوليون بونابرت بالذات .

كانت هيسبانيولا قد ظلت مستعمرة فرنسية نظرياً فقط بسبب نجاح ثورة السود . لكن نابوليون رأى أن يعيد سلطة المتربول عليها ، ويقوي وضع البيض الفرنسيين ، وحتى إعادة نظام العبودية إليها . فجهز عليها حملة عسكرية ، بقيادة صهره الجنرال لوكليرك ، هزمت الثوار السود ، وألقت القبض على توسان لوفرتور ، وقادته الى فرنسا حيث توفي عام ١٨٠٣ .

لكن الفرنسيين لم ينعموا بهذا النصر طويلاً . إذ لاقى الجنرال لوكليرك والعديد من رجاله حتفهم بالكوليرا . فأعاد السود إنتفاضتهم بقيادة أقرب مساعدي لوفرتور ، وهم : جان - جاك ديسالين ، هنري كريستوف والكسندر بتيون ، وتمكنوا من طرد ما تبقى من الحملة الفرنسية . وفي أول كانون الثاني - يناير ١٨٠٤ ، أصبحت مستعمرة سان دومينك الفرنسية سابقاً تحمل إسم جمهورية هايتي ، وانتخب ديسالين رئيساً لها ، وكانت أول دولة من بحر الأنتيل تنال استقلالها .

ولم تنعم هايتي بدورها بالهدوء ، ولم تتخلص من البؤس . حاول ديسالين فرض وحدة البلاد بالقوة . فاغتيل عام ١٨٠٦ ، وانقسمت هايتي بين الشمال بزعامة هنري كريستوف ، والجنوب بزعامة اثنين من الخلاسيين : أولهما الكسندر بتيون ، ثم جان - بيار بويي .

بدأ هنري كريستوف حكمه بأن أعلن نفسه ملكاً باسم هنري الأول . فبنى قصراً فخماً ، وبالقرب منه قلعة لا تفيد لأية ضرورات عسكرية . كل ذلك وسط بؤس متزايد يرزح تحته السكان . وكانت نهاية هنري كريستوف بأن أطلق على رأسه رصاصة من ذهب عام

۱۸۲۰ . وأعادت البلاد ، بعد موته ، وحدتها في عام ۱۹۷۱ ، فخلفه ابنه جان - كلود كرئيس لمدى عهد جان - بيار بويي . الحياة . فباشر حكماً أقل استبدادية من أبيه ، لكن ، لا بتيون ( في القسم الجنوبي ) ، ولا وأحياناً ، حكماً ليبرالياً . وقد شجعت الحكومة خليفته بويي ) في كل البلاد ) عمل شيئاً يذكر على الأمريكية ( خاصة في عهد كارتر ) هذا التوجه طريق دفع عجلة البلاد ، وإنقاذها من البؤس العام الليبرالي . لكن أحداث تشرين الثاني - نوفمبر والفساد الإداري . ۱۹۸۰ ، حيث أقدمت السلطات على اعتقال عشرات الصحافيين والمثقفين ( دون أسباب تذكر في وفي القرنين التاسع عشر والعشرين ، استمر أغلبية السكان الساحقة مؤلفة من السود ، وكانت أغلب الأحيان ) ورئيس الحزب الديمقراطي المسيحي رئاسة الجمهورية في أغلب الأحيان لشخصيات الهايتي ، سيلفيو كلود و ۲۱ من أعضاء حزبه ، منهم . لكن الخلاسيين سيطروا على المؤسسات أعادت البلاد إلى أجواء الحكم الاستبدادي . الصناعية والتجارية القليلة المتوافرة في البلاد ، كذلك على الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية . وجاءت في تشرين الأول - اكتوبر ۱۹۸۱ ، نشرت وزارة ظروف الحرب العالمية الأولى لتفسح أمامهم مجال الخارجية الأمريكية بياناً أعلنت فيه اتفاق واشنطن السيطرة على الحياة السياسية كذلك . وبورتو برنس ) عاصمة هايتي ) حول و إقامة برنامج للتعاون الثنائي يهدف إلى ايقاف هجرة الهايتيين غير فبين ۱۹۱۲ و ۱۹۱۵ ، كان الوضع السياسي الشرعية إلى الولايات المتحدة . . وقد تظاهر الهايتيون مأساوياً للغاية . فخلال هذه السنوات الثلاث ، قتل المقيمون في الولايات المتحدة والمناهضون لنظام رئيس الجمهورية أثناء عملية تفجير للقصر الرئاسي ، دوفالييه في هايتي ضد رفض السلطات الأمريكية وقتل ثان مسموماً ، ووقعت انقلابات متعاقبة اعتبارهم بمثابة لاجئين سياسيين . أطاحت ثلاثة رؤساء ، أما السادس فقتله جمهور من المواطنين الغاضبين في الساحة الرئيسية من وفي كانون الثاني - يناير ۱۹۸۲ ، قام برنار العاصمة . وبما ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت سانساريك رئيس الحزب الشعبي الوطني الهايتي ، تخشى من أن يعمد الإلمان لاستغلال اجواء الفوضى الذي كان لاجئاً في الولايات المتحدة منذ الستينات ، السياسية في هايتي ، فقد قررت التدخل العسكري ، بمحاولة غزو هايتي بإنزال مجموعة من المسلحين في وأرسلت المارينز لاحتلالها عام ١٩١٥ . وفي السنة جزيرة السلحفاة . لكن فرقة « الفهود » في الجيش التالية ، فعلت الشيء نفسه بجمهورية الهايتي تمكنت من ردهم وتمكين نظام حكم جان كلود الدومينيكان . وفي فترة احتلالها للمنطقة التي دامت دوفالييه . وفي كانون الأول - ديسمبر ١٩٨٤ ، أصدر حتى ۱۹٣٤ ، اعتمدت الولايات المتحدة على ولاء وزير الدولة المكلف شؤون الداخلية والدفاع بياناً الخلاسيين لسياستها ، فأتت بزعمائهم إلى السلطة . حول اكتشاف « مؤامرة شيوعية » .

وشق الأمريكيون طرقات كثيرة ، ونشطوا في سبيل وقد حض البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته لهايتي تحديث البلاد . لكن هذه الانجازات عجزت عن في آذار - مارس ۱۹۸۳ ( كما فعل في باقي بلدان رفع البؤس عن كاهل أكثرية الشعب الذي عاود امريكا اللاتينية التي زارها اثناء جولته ) المسؤولين على مسلسل الإنتفاضات التي قمعت بشدة . محاربة « الظلم والفقر والجوع والخوف ، في هذا البلد ) هايتي ) الذي يعتبر الأفقر في النصف الغربي للكرة وبعد انسحاب المارينز ، استمر الخلاسيون في الأرضية . قيادة سياسة هايتي حتى ١٩٤٦ ، حيث عاد السود إلى السلطة . واستمر الفساد كذلك بالتعاظم . وفي وفي العام ١٩٨٦ ، انتهى حكم عائلة دوفالييه ١٩٥٧ ، انتخب طبيب أسود ، فرنسوا دوفالييه ، الدكتاتوري ، عندما فرجان كلود من البلاد . وأدت

الاضطرابات المستمرة الى سقوط ثلاث حكومات في الفترة من ۱۹۸۷ - ۱۹۸۹

الاقتصاد : تعتبر هايتي من أفقر دول القارة الامريكية ، ويعتمد أغلب السكان على الزراعة التي لا تكاد تفي بحاجاتهم ، ويعرقل زيادة الانتاج الكثافة السكانية العالية في مناطق الانتاج . والبن هو المحصول التجاري الرئيسي للتصدير . ويعزى النمو الذي طرأ مؤخراً في مجال الصناعات الخفيفة الى الاعفاءات الضريبية ورخص الأيدي العاملة . وأغلب اراضي هايتي جبلية ، ومناخها استوائي .

ويستمر سكان هايتي بالتزايد على الرغم من الهجرة الواسعة طلباً للعمل . وكانت المساعدات الأمريكية توفر لها دعماً اقتصادياً ملحوظاً ، وقد تقلصت هذه المساعدات بعد توتر العلاقة بين البلدين في السنوات الأخيرة . أهم ثرواتها المنجمية : حجر الكلس ، البوكسيت ، النحاس . وأهم المنتوجات الزراعية : الموز ، البن ، السكر ، والكاكاو . أهم الصادرات : البن ، السكر ، البوكسيت ، وأهم الواردات : المواد الغذائية ، الآلات والعربات .

الناتج القومي المحلي : ۱,۸۲۱,۰۰۰,۰۰۰ دولار ، ومعدل دخل الفرد ٣٥١ دولاراً .

وحدة النقد المتداولة : الغورد . الشركاء التجاريون ، التصدير : الولايات المتحدة وفرنسا . الاستيراد : الولايات المتحدة ، وجزر الانتيل ، وكندا ، واليابان .

نظام الحكم : جمهوري . رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة والحكومة . وفي هايتي حالياً (۱۹۹۳) حكومة عسكرية مؤقتة .

الأحزاب : الديمقراطي المسيحي ، وحركة اقامة الديمقراطية ، والحزب القومي الديمقراطي التقدمي ، والاجتماعي المسيحي . وحق الانتخاب : عام للجميع فوق ١٨ سنة .

العضوية في منظمات دولية : هايتي عضو في الأمم المتحدة ، ومنظمة الدول الأمريكية .

التقسيمات الداخلية : 9 دوائر .

تعليقات