هتلر ، ادولف (١٨٨٩ - ١٩٤٥)
Hitler, Adolf
۱ - زعيم الماني ، ورئيس دولة ، يعرف كذلك بلقبه « الفوهرر » ؛ وهو أدولف هتلر ، ولد في ٢٠ نیسان - ابريل ۱۸۸۹ بقرية بروناو النمسوية من اب يعمل موظفا على الحدود . تعلم بمدينة لينز النمسوية ثم تنقل بين فيينا وميونخ ، وعند نشوب الحرب العالمية الأولى انضم متطوعاً الى الجيش الألماني ، واشترك في الجبهة الغربية حتى قبل نهاية الحرب حين اصيب اصابة بالغة أودت بنظره عدة اسابيع . ومنح وسام الصليب الحديدي ( وهو الوسام الوحيد الذي طفق يتحلى به هتلر خلال رئاسته للدولة الالمانية بعد ذلك ) ، وعاد الى ميونخ مع هزيمة المانيا حيث تأثر بعاملين : وجود طبقة كبيرة من اليهود تعيش حياة رغد بعد انكسار المانيا مع انتشار المجاعة فيها ، والثاني انتشار الأحزاب السياسية المتباينة المذاهب والتي جعلت من مطاعم الجعة المنتشرة بالمدينة مجالس لها ، كما كان من العوامل الأخرى التي تأثر بها في حداثته حركة الجامعة الجرمانية .
اشترك هتلر ابان اقامته بمدينة ميونخ بحزب العمال الألماني ، الذي ألفه انطون دركسلر ، فكان العضو السابع ، وسرعان ما قام بتنظيمه والدعاية له ، ووضع للحزب برنامجاً سياسياً يتضمن أهدافه ، حتى آلت اليه رياسته ، وأطلق عليه اسم « الحزب الاشتراكي الوطني للعمال » . ثم عرف باسم « الحزب الاشتراكي الوطني » ( او النازي اختصاراً ) . برز نشاط الحزب على المستوى القومي
محاولة القيام بانقلاب سياسي في عام ١٩٢٣ . اشترك فيه بعض القادة العسكريين ( منهم لودندورف ) إلا انه فشل ، وحكم على هتلر بالسجن ٥ سنوات في قلعة لندسبرج ( التي حوكم فيها عام ١٩٤٦ بعض النازيين ) ولكن اطلق سراحه بعد ٨ أشهر . وفي خلال هذه الفترة أخذ في تأليف كتابه كفاحي ، الذي ضمنه مبادىء الحركة النازية ، والذي أكمله في عام ١٩٢٧ .
٢ - بدأ نجم هتلر في السطوع في عام ١٩٢٨ ، اذ نجح حزبه في الفوز بـ ١٢ مقعداً في مجلس ( الراشستاغ ) ، ولم تلبث ان طغت موجة الأزمة العالمية على الاقتصاد الألماني التي هزته عام ١٩٣٠ ، فتمكن هتلر من استغلالها بوعود قطعها لرجال الصناعة الألمانية تضمنت حمايتهم من المد الشيوعي ، فكان من نتائج هذه السياسة أن ارتفع عدد أعضاء حزبه في المجلس الى ١٠٦ ، وبرزت شخصية هتلر ، والتفت حولها جماهير الشعب الألماني حتى دفعته لأن يشترك في انتخابات رئاسة الجمهورية أمام هندنبورغ الذي كان رمز الامبراطورية الالمانية المنهارة . نال هتلر ۱۳ مليون صوت مقابل ۱۷ مليوناً حصل عليها المارشال ، ومع ذلك فإن هندنبورغ رفض تعيين هتلر مستشاراً للرايخ عام ١٩٣٢ ( رئيساً لوزراء المانيا ) مع ان أنصاره كانوا يمثلون أكبر الأحزاب في الراشستاغ ، ثم عاد هندنبورغ وقبل ان يشكل هتلر وزارة ائتلافية في ٣٠ كانون الثاني - يناير ١٩٣٣ ( وكان لفون بابن دور في هذه الحركة ) .
باستيلاء هتلر على الحكم أخذ في تدعيم النظام الاشتراكي الوطني والقضاء على خصوم النازية من الشيوعيين والاشتراكيين واليهود ، مستخدماً وسائل مبتكرة في الدعاية تولادها د. غوبلز ، لاسيما ضد معاهدات الصلح وقوانين عدم التسلح . وبوفاة هندنبورغ في ٣٠ تموز - يوليو ١٩٣٤ جمع هتلر بين منصب المستشارية ( رياسة الحكومة ) ورئاسة الجمهورية ، وعرف بلقبه الفوهرر ( الفيرر ) أو الزعيم .
٣ - تضمنت سيرة هتلر خلال الفترة التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية جملة احداث سياسية
اعلان حيادها ( وبعد فشل ايطاليا في غزو البانيا واليونان ، أعلن هتلر الحرب عليهما وعلى يوغسلافيا ( التي غيرت سياستها بسبب عودة الملك بطرس ) واستولت القوات الألمانية على يوغوسلافيا والبانيا واليونان ثم على جزيرة كريت ، بينما كانت قواته بقيادة روميل تدفع الحلفاء في شمال افريقيا .
٥ - فتح هتلر صفحة جديدة في سيرته باعلان الحرب على الاتحاد السوفييتي في ٢٢ حزيران - يونيو ١٩٤١ وسرعان ما اكتسح حدودها الغربية في ثلاث جبهات ، الأولى صوب ليننغراد ، والثانية نحو موسكو ، والثالثة الى القرم وستالينغراد . وهكذا في خريف ١٩٤١ بلغ التوسع الالماني حده في جميع الجبهات . وأخذت منذ هذا التاريخ موجة الجزر في الانحسار ، وكان اوضح معالمها رفع الحصار عن موسكو في كانون الثاني - يناير ١٩٤٢ وعن ستالينغراد في كانون الثاني - يناير ١٩٤٣ ، ونزول القوات الأمريكية في شمال افريقيا ، ثم فتح جبهة ايطاليا في العام نفسه ، بينما استعد الحلفاء للضربة القاضية بالنزول في نورماندي بشمال فرنسا في 7 ايار - مايو ١٩٤٤ وتلاحقت منذ هذا التاريخ مظاهر الانهيار التي بلغت مداها باعتزال هتلر ، وتولى الاميرال كارل دونتز رياسة الدولة الالمانية في ١ أيار - مايو ١٩٤٥ وفي هذا التاريخ ( أو حوله ) أقدم أدولف هتلر على الانتحار بقبو مبنى المستشارية ببرلين واحرق جثمانه بناء على وصيته ، وفي الثاني من الشهر سقطت برلين ، وفي السابع استسلمت المانيا .