هل الحرب الأهلية هو صراع بين الطبقات أم صراع بين النخب؟ نظرية النخبوية

 



النخبوية

Elitisme

نظرية سياسية تقوم على فكرة النخبة . تدعو الى إقامة نظام سياسي وهو ما يسمى بحكم النخبة او النخبة الحاكمة ، على أساس أنه الشكل الوحيد والممكن في العصر الحديث . ذاعت نظريات النخبة في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بتأثير تطور الفكر السياسي والاجتماعي آنذاك ، وبالذات انتشار الأفكار الاشتراكية والماركسية . ونظرية النخبة تناقض النظرية الماركسية لتقترح ضرورة التسليم بأن في كل مجتمع فئتين : فئة نخبة حاكمة قليلة العدد ، وفئة محكومة كثيرة العدد . بررت هذه النظريات وجود النخبة الحاكمة وأكسبتها شرعية على أساس أنها نتاج طبيعي لبناء القوة في أي مجتمع ، وان الصراع السياسي مصدره الخلافات التي يمكن ان تنشأ بين النخبة الحاكمة والنخب الأخرى او المحتملة ، وليس الصراع بين الطبقات كما يقول ماركس .

حاول بعض منظري نظرية النخبوية إقامة نظرية نخبوية للديمقراطية على أساس أن النظرية الديمقراطية لم تعد عملية ، فالجماهير لا تستطيع إبداء الرأي في المشاكل المعقدة التي تواجه المجتمع الحديث ، الأمر الذي يفرض دوراً أكبر للنخبة واعتماداً أكبر على

حكمة أفرادها وحسن تقييمهم للأمور ، ومن ثم ينقسم المجتمع الى فئتين : النخبة التي تمتلك درجة عالية من الالتزام الفكري والقدرة التنظيمية والمهارات اللازمة للحكم ، وجمهرة المواطنين التي تمارس دوراً مباشراً في العملية السياسية .

وتعرضت مثل هذه النظريات لانتقادات عديدة ، منها أن هذه النظريات النخبوية أغفلت القيم الأساسية للديمقراطية كتنمية الشخصية الإنسانية والمشاركة السياسية ، وبذلك انتهى الأمر بهذه النظريات الى تبرير الأمر الواقع باعتباره الشكل النهائي للتنظيم السياسي ، ومن ثم فالمفهوم النخبوي للديمقراطية يعاني أساساً التناقض الأصيل بين التسليم بالنخبة كحتمية اجتماعية وادعاء الطابع الديمقراطي لهذه النظرية ، فالديمقراطية تتضمن مثلا عليا ومضموناً قبل أن تكون مجرد وسيلة أو شكل

 

تعليقات