هاردنبرج ، كارل اوغست فون ( ١٧٥٠ - ١٨٢٢ )
Hardenberg, Karl August Von
مستشار بروسي ، وهو نتاج المذهب العقلاني للقرن الثامن عشر ، وقد سعى هاردنبرج الى زيادة قوة بروسيا من خلال اجراء تجديدات ادارية بدلاً من القيام بذلك من خلال المؤسسات الشعبية او البرلمانية .
ولد هاردنبرج في ايسنرود - هانوفر يوم ٣١ أيار / مايو ۱۷۵۰ . وبدأ حياته العملية كموظف مدني في هانوفر . وفي العام ۱۷۹۲ التحق بالحكومة البروسية ، ومثل بروسيا في مفاوضات « سلام بازل » (١٧٩٥) . وعينه الملك فردريك وليم الثالث وزيراً للخارجية في العام ۱۸۰٤ . وقد تعاون هاردنبرج ، اضافة الى اهتمامه بالشؤون الخارجية ، مع البارون شتاين لتحديث الدولة البروسية .
بعد ان هزم نابليون بروسيا في العام ١٨٠٦ ، اجبر الملك ( فردريك وليم ) على اقالة هاردنبرج في مسعى لإضعاف البلاد . وفي فترة تقاعده المؤقت ، وضع هاردنبرج تحليلاً مفصلاً لمشاكل الحكم البروسي ، والحلول المقترحة لها ( مذكرة ريغا ١٢ ايلول / سبتمبر ۱۸۰۷ ) . وتركزت اقتراحاته على نواحي تحديث البيروقراطية ، والتي اظهرت معارضته للاقطاع وعدم ثقته بالقومية الشعبية .
المستشار : في العام ۱۸۱۰ سمح نابليون للملك
فردريك وليم ، بتعيين هاردنبرج مستشاراً . وقد استخدم هاردنبرج السلطات الواسعة الممنوحة له للاسراع في الاصلاح ، فأجرى اصلاحات على النظام الضريبي ، وسهل عملية شراء الفلاحين للاراضي من الارستوقراطيين البروسيين ( اليونكرز ) ، وشجع المؤسسات الاقتصادية بالغاء النقابات الاحتكارية وبسط الحرية لليهود . ورغم ان معارضة النبلاء قد عرقلت جزئياً الاصلاحات الخاصة بالارض ، فقد ارست تجديداته الضريبية وتلك الخاصة بالاعمال اسس النمو الاقتصادي للاجيال القادمة .
بعد العام ۱۸۱۲ ، كرس هاردنبرج جل وقته للشؤون الخارجية . ورعى عملية تحديث الجيش البروسي ، وسعى لايجاد تعاون بين روسيا ، وبريطانيا ، والنمسا ، لمواجهة نابليون . وفي العام ١٨١٤ نصب هاردنبرج اميراً . وفي مؤتمر فيينا من ١٨١٤ - ١٨١٥ الذي عقد بعد هزيمة نابليون كسب لبروسيا خمسي مقاطعة ساكسوني ووضعاً قوياً على الضفة الغربية للراين . كما فاوض عدداً من رجال الدولة الألمان لاقامة الاتحاد الالماني الكونفدرالي في العام ۱۸۱۵ . اما داخل بروسيا ، فقد اوجد في العام ۱۸۱۷ مجلساً للدولة يشرف على الإصلاحات الادارية والمالية . إلا انه لم يستطع تحقيق هدفه النهائي بمنح بروسيا دستوراً لها .
الانجازات : كان هاردنبرج شخصية متعددة الامكانات ، فكان ادارياً قديراً ، وديبلوماسياً متمكناً . وقد رعى بمذهبه العقلاني الليبرالية السياسية ، والمذهب الدستوري دون ان يتمكن من تحقيقها في بروسيا . واعطت سياسته الخارجية بروسيا اعظم مكاسبها الاقليمية منذ بداية حكم فردريك الأكبر في العام ١٧٤٠ . وعندما توفي هاردنبرج ، في جنوا ، يوم ٢٦ تشرين الثاني / نوفمبر ۱۸۲۲ ، كانت بروسيا ثاني اقوى دولة في المانيا ، بعد النمسا ، وكانت مستعدة تقريبا للبدء في منافستها على قيادة المانيا كلها .