لماذا كان هولباخ يؤلف كتبه باسم مستعار

 




هولباخ ، بول هنري البارون (١٧٣٢ - ١٧٨٩)

Holbach, Paul Henri thiry, baron d'

فيلسوف ومفكر سياسي فرنسي من أصل ألماني ولد في هيد لشيم Heidelsheim في منطقة بالاثينا في ألمانيا ، من أسرة كاثوليكية ، ودرس في جامعة ليد (Leyde) . لكنه امضى معظم حياته في باريس ، وحمل الجنسية الفرنسية منذ عام ١٧٤٩ . ورث عن أهله ثروة كبيرة مكنته من جعل بيته أحد المراكز الرئيسية لاستضافة الفلاسفة والموسوعيين . كان يستقبل على مائدته ديدرو ، ودالامبير وبوفون وهلفسيوس وجان جاك روسو وغيرهم . وقد اثنى معاصروه على كرمه وتواضعه . غير ان هذا « المدير الأول لفندق الفلسفة » كان كاتباً ثرياً يتمتع بمعرفة واسعة وظفها في صراعه الفلسفي ضد المسيحية .

ترجم هولباخ عدة مؤلفات عن الألمانية والانكليزية تتعلق بصناعة استخراج المعادن وعلم طبقات الأرض والكيمياء ، وكتب عدة مقالات للموسوعة عن هذه العلوم ، فضلاً عن الطب وغيره كما نشر عدة مؤلفات فلسفية باسم مستعار ضد المسيحية ، وقد ترك كتابه « نظام الطبيعة » الذي نشر في عام ۱۷۷۰ اثراً كبيراً استمر حتى عهد غوته وشيلي . وعلى الرغم من اسلوبه الغامض ، فقد أثار

هذا الكتاب ردود فعل كثيرة دفعت بفولتير وبرجييه وهولاند الى دحض ما ورد فيه من افكار .

ويتبع هو لباخ المنهج نفسه الذي يتبعه هلفسيوس ، فيرجع أصول الفكر الى الأحاسيس ويجهر بإلحاده ، ويهاجم الرهبان والآلهة والملوك ويقول : « الجهل والخوف هما وراء خلق الآلهة » . لم يعط أهمية كبيرة لشكل الحكومة ، ولم يكن مع الثورة ، بل وجه اهتمامه الى السعادة والرفاهية بشكل خاص . فالمجتمع ، في رأيه ، « لا فائدة منه اذا كان لا يؤمن لأعضائه وسائل العمل الحر لتحقيق السعادة » . و « الحكومة والقانون لم توجدا الا لرسم الطريق المؤدي الى السعادة » .

ويميز هو لباخ بين الملاكين وبين « الرعاع التافهين المحرومين من البصيرة والبصر الذين يتحولون في أي لحظة الى اداة بيد الديماغوجيين والمشاغبين الذين يعملون لخلق الاضطراب والفوضى في المجتمع » .

كما كان هو لباخ يقيم تعارضاً بين حرية خاطئة تقوم على «مساواة مزعومة بين المواطنين » ، وحرية «مفيدة لكل أفراد المجتمع » . ويصرخ قائلاً « لا تقفوا أبداً ضد عدم المساواة لأنها ضرورية . . . »

لقد استطاع البارون ان يستثير بعض معاصريه ، لكن افكاره السياسية لم تتوافر لها القدرة على تهديد النظام القائم آنذاك

تعليقات