بماذا تختلف النسطورية عن بقية المذاهب المسيحية؟

 





النسطورية

نشأت النسطورية في القسطنطينية في أوائل القرن الخامس الميلادي على يد بطريرك المدينة نسطوريوس ، وهو من اصل سوري عين بطريركاً عام ٤٢٨ م

ملخص تعاليم نسطوريوس ان في المسيح شخصيتين : إلهية وإنسانية ، وأن أقنوم الكلمة ، أي الإله ، حل في يسوع الإنسان حلولاً عرضياً من غير أن يتحد به اتحاداً جوهرياً ليكون فيه طبيعة واحدة .

فكلتا الشخصيتين في يسوع منفصلة عن الأخرى ، ومريم العذراء أم يسوع الإنسان لا أم يسوع الإله .

عارض النسطورية بطريرك الإسكندرية كيرلس وكثيرون غيره وقرروا في المجمع المسكوني الرابع في إفسس عام ٤٣١م خروج نسطوريوس على تعاليم الكنيسة فتنازل هذا عن الكرسي البطريركي ورجع الى الدير ، ونفي الى البتراء ثم الى ليبيا حيث مات عام ٤٥١ م .

لم تترك النسطورية أثراً يذكر في الإمبراطورية الرومانية . وكان أثرها في كنيسة ما بين النهرين وفارس ، وأيدتها مدرسة نصيبين اللاهوتية . وقد استقل المذهب النسطوري استقلالاً تاماً عن سائر الكنائس وكان له شأن كبير في نقل المسيحية الى الشرق الأقصى . وتركز أتباعه في العراق وإيران وهاجر قسم منهم الى أمريكا . وقد انقسمت الكنيسة النسطورية عام ١٩٦٤ الى كنيستين : « الكنيسة الآشورية » و « الكنيسة الرسولية الجاثلقية القديمة » .

أتاح ظهور المذهب النسطوري الفرصة أمام أسقف القدس يوفنالس ليرفع مرتبة كنيسته الى درجة بطريركية ويحقق لها الاستقلال عن كنيسة أنطاكية . فقد كانت الرئاسة الدينية في فلسطين لكنيسة قيسارية ، وكانت هذه تتبع كنيسة أنطاكية . وقد سعى يوفنالس لتحقيق غايته وحجته أن كنيسة انطاكية تؤيد نسطوريوس الذي حرمه مجمع افسس . وتم له ذلك فيما بعد أثناء الأزمة المونوفيزية التي قرر على أثرها مجمع خلقيدونيا عام ٤٥١ م نقل الرئاسة الدينية من مدينة قيسارية الى القدس واستقلال كنيسة القدس الكامل عن كنيسة انطاكية على أن تتبعها جميع كنائس فلسطين .

تعليقات