متى فقد هتلر شعبيته

 





"ليلة السكاكين الطويلة


La Nuit des Longs Couteaux


إنها ليلة التاسع والعشرين - الثلاثين من حزيران - يونيو 1934 التي شهدت أول جراءة جماعية اقترفها النظام النازي. وضحايا هذه الليلة، الذين قدر عددهم بألف شخص تقريباً، كانوا من كبار ضباط الجيش ومن قادة وعناصر "فصائل الهجوم"، وهو تنظيم شبه عسكري ضم زهاء مليون عنصر بقيادة إرنست روم. كان روم من رفاق هتلر المقربين، وقد شارك في الانقلاب الفاشل الذي قاده هذا الأخير في 1923. وعندما بادر هتلر في 1921 إلى تأسيس "فصائل الهجوم" تولى روم مهمة تطويع الشباب في هذا التنظيم شبه العسكري. بيد أنه نزوع، مع الأيام، إلى الهيمنة على هذا التنظيم، وإلى انتقاد تحالف هتلر مع الأوساط الرأسمالية والمالية وتخليه عن برامجه الإصلاحية الأولى: توزيع أرباح الرأسماليين على الشعب، تأميم الصناعة، إلغاء المخازن."

الكبرى، تخفيض فوائد الديون الزراعية، الخ... هل كان روم ينوي اطاحة هتلر؟ هذا ما ادعاه هتلر الذي برر المجزرة بأنها استبقت مجزرة كان يعد لها روم ورفاقه. وقد زعم هتلر ان روم وانصاره كانوا قد اطلقوا على عمليتهم المرتقبة اسماً سرياً هو: ليلة السكاكين الطويلة. فأصبحت ليلته هو تعرف بهذا الاسم.

من بين ضحايا هذه المجزرة، التي كانت ميونيخ وبرلين مسرحها، الجنرال فون شليش وهو مستشار أسبق، والجنرال فون بريدو، وادغار يونغ، واريك كلوزنير، رئيس العمل الكاثوليكي. وقد تولت عناصر «الغستابو» تنفيذ هذه المجزرة الجماعية.

سجلت ليلة السكاكين الطويلة، نهاية النازية كحركة «شعبية» وكرست ارتباطها النهائي باليمين الألماني التقليدي وبالعسكريتارية البروسية. كما أظهرت طبيعة النظام النازي الذي لا يرتدع عن ضرب القواعد القانونية عرض الحائط واللجوء الى العنف الأعمى والاغتيال كوسيلة عمل.

تعليقات