المسيح (نحو ٦ أو ٧ ق . م - نحو ٣٠ م )
Jesus Christ
Jésus Christ
يسوع او يسوع المسيح هو مؤسس الدين المسيحي . وهو ، بالنسبة الى المسيحيين ، المخلص ، وابن الله ، وفادي البشرية . وبالعودة الى معطيات الأناجيل الاربعة وتاريخ القرن الأول الميلادي ، يمكن القول انه قد ولد في الناصرة ( بفلسطين ) ، على الأرجح ، في العام السابع او السادس قبل الميلاد ، وبدأ بممارسة نشاطه التبشيري في العام ٢٨ ميلادي في أغلب الظن ، ثم عذب وصلب في نيسان - ابريل من العام ٣٠ ميلادي . وأن يكون المسيح قد ولد قبل الميلاد ، فهذه مفارقة . ومرد هذه المفارقة الى ان الذين حددوا تاريخ ولادة المسيح ، ومعها تاريخ بداية العصر الميلادي ، لم يكونوا من المؤرخين . كانوا ، في اغلب الظن ، من الفقهاء او من الرعيل الأول من المسيحيين .
استهل المسيح نشاطه التبشيري في منطقة الجليل في فلسطين باعتباره من ابناء هذه المنطقة . وقد لاقت رسالته تفهماً وتجاوباً بين ابناء الجليل . لكنه عندما تخطى حدود هذه المنطقة اصطدم بمعارضة معاصريه . وقد عاداه الحزبان اليهوديان الرئيسيان آنذاك ، حزب الفريسيين وحزب الصدوقيين ، اللذان اعتبرا دعوته الى اقامة ملكوت الرب على الأرض تحريضاً على الفتنة .
وبعد مجيء يشوع الى القدس للاحتفال بالفصح
توترت الأجواء واضطربت . وبتحريض من بعض القادة اليهود ، ألقي القبض عليه ، وحكم عليه بالموت ، وصلب على جبل الجلجلة بأمر من الوالي الروماني بيلاطس البنطي . وقد آمن الرعيل الأول من المسيحيين بقيامته من بين الأموات بالاستناد الى شهادة الرسل الذين أكدوا جازمين بأنهم قد شاهدوه حياً ، بأم اعينهم ، بعد صلبه ودفنه . والايمان بقيامة المسيح يشكل احدى الركائز الاساسية للدين المسيحي .
ان المسيح ، على غرار سقراط ، لم يترك اي اثر مكتوب . فتلامذته هم الذين كتبوا الاناجيل بعد انقضاء بضعة عقود على استشهاده . لكن المسيح ، بخلاف سقراط ، لم يكن يتوجه الى المثقفين ، الى النخبة ، وانما الى عامة الناس : الى الفلاحين والرعاة والحرفيين ، الخ . وقد اختار اسلوب الحكاية الرمزية لإيصال رسالته الى بسطاء الناس ، وقد بشر بمجيء ملكوت الرب على هذه الأرض ، ودعا الى تنقية القلوب والى حب القريب ، ومزج بين حب الآخرين وحب الله . الله الذي اطلق عليه اسم الاب، محرراً صورته من قناع الحقد والغضب الذي كان قد فرضه الدين اليهودي . ولئن صنع المسيح معجزات عديدة فبدافع من الشفقة وللتخفيف من آلام الذين ابتلوا بالعاهات الجسدية والامراض النفسية .
ووجه الاختلاف الرئيسي بين المسيح وغيره من اصحاب الرسالات انه تفرد بإتيان المعجزات الخارقة التي لم تمارس من قبله . ويرى المسيحيون أنه هو والله شيء واحد ، وبأنه ابن الله وهو في نظرهم إله وانسان في آن معاً . وقد بشر الناس بأنه قدم إلى الأرض ليخدم البشر وليفديهم بدمه . ولم يميز بين قوم وقوم ولا بين امة واخرى . فقد دعا تلامذته الى نشر تعاليمه بين الأمم قاطبة . دعاهم الى نشر رسالة المحبة ونبذ العنف ، الى احلال السلام الانجيلي في العالم . بيد ان هذه الرسالة شوهت وحرفت في كثير من الظروف بل وسخرت لتبرير أفعال وحروب عدوانية .