ما هو عمر الكون؟

 امتداد الكون

ما هو عمر الكون؟

منذ تواجده على البسيطة والإنسان لا يكف عن التساؤل بإلحاح عن مصدره وأصله الأول وعن مصدر مختلف الكائنات والمخلوقات من حوله. وقد أدى به نهم المعرفة إلى طرح الأسئلة والبحث عن جواب لها حول الكون الذي يعيش فيه وحول ما ورائياته. وقد توسعت معرفته تدريجياً بإيمانه بآيات الله تعالى حول الخلق والمخلوقات وبتعمقه في البحث العلمي واستقراء الوثائق والآثار وتكرار التجارب، ورغم ذلك لم يتوصل بعد إلى الإجابة المطلقة والنهائية عن حشود الأسئلة التي ظلت تراوده في هذا الشأن.

متى بدأت عجلة الزمان دورانها؟ ومتى كانت بداية الكون والحياة التي تدب فيه؟ ليس هناك من جواب قطعي على هذه التساؤلات الأزلية والوجودية. لذلك ظل الإنسان مكتشفياً بطرح الفرضيات وصياغة النظريات المختلفة التي تتغير وتدحض مع مرور السنين والقرون بفعل بزوغ نظريات وفرضيات جديدة. وحين نتحدث عن

الكونيات، وهي من تفرعات علم الفلك (الفلاكة)، وترتكز على مفهوم ومبدأ «امتداد الكون» أي التمدد والانبساط التدريجي للفضاء الذي تعيش فيه الكواكب والأقمار والمجرات والأنظمة النجمية. ويستعمل العلماء مطيافات شديدة القوة والفعالية لتحليل ضوء النجوم والأجرام. وقد تَوَصَّلُوا بعد ملاحظاتهم المتواصلة الي إثبات أن الخطوط الطيفية تميل باستمرار إلى الحمرة. وإذا ما ابتعد مصدر ضوئي عن المرصد الموجود علي الأرض فإن تردد النور الذي يصله يتضاءل وبما أن الألوان تُحدد بتردد الموجات الضوئية وأن الأحمر هو اللون ذو التردد الأدنى فإن الكوسمولوجيا نستنتج من ذلك أن ميل الخطوط الطيفية إلى الحمرة دليل على أن كل الأجرام تبتعد عن بعضها مما ينتج عنه امتداد للكون عامة.

وكلمة «الكون» أو «العالم» أو «الدنيا» من المصطلحات المبهمة التي يصعب تحديدها بدقة، بدون الإعتماد على الدراسات العلمية والتقنية المتخصصة. وهكذا فلكى نأخذ فكرة تقريبية عن جسامته ومساحته الشاسعة. يكفي أن نعلم أن أبعد مسافة قد تمكن الإنسان من قياسها في الفضاء بواسطة أضخم تيلسكوب يبلغ قطره خمسة أمتار والموجود بجبل بالومار بكاليفورنيا، وبفضل هذا المرقاب كانت النجوم التي تمكن العلماء من مراقبتها تبعد ۰۰۰,۰۰,٤٨,٠٠٠,٠٠٠ كلم. وإذا عن الارض بحوالي حَوَّلنا هذه المسافة إلى سنوات ضوئية فإننا نخلص إلى أن نور تلك النجوم قد أرسل منذ ٥,٠٠٠ مليون سنة .

وحسب أبحاث الفلكي الأمريكي «هوبل»، التي تتبنى النظرية السابقة، فإن كل الأجرام تبتعد عن الأرض بسرعة تناسبية مع المسافة التي تفصلها عن هذه الأخيرة. أي أنها بقدر ما تبعد عن الأرض بقدر ما تتضاعف

وتدرس مظاهر الكون وظواهره وتركيبه وتغيراته في الزمان والمكان، في إطار الكوسمولوجيا أو علم

أصل الزمان ومصدره، فلا مناص من الرجوع الى مسألة بداية الكون وتشكله .

تعليقات