ليسوا إلا ممثلين للالهة او نوابها على الارض ( خلافا للأكادييين الذي جعلوا من الملك الها ) . وهم مسؤولون عن حياة الشعب وازدهاره ، وهذا ما كان يشير له الشعراء والمغنون إذ يذكرون الملوك بأن الآلهة تخلت لهم عن جزء من سلطتها ونورها ليؤمنوا للشعب الغذاء والشراب ويجنبوه البؤس ويوفروا له السلام والعدل والسعادة .
من اولى واجبات الملك المقدسة اذن ، ان يدافع عن ارضه وشعبه ضد الاعداء ، وان يوسع قدر المستطاع اراضيه وسلطته وتأثيره . بمعنى آخر ان يقوم بالحرب وكل ما تفرضه من تجنيد وتنظيم ، ودراسة طرق القتال وحساب الاستراتيجية العسكرية ، وكذلك اللجوء للدبلوماسية . ولتأمين الرفاهية كان عليه ان يشيد ويصون ويكيف ويوسع نظام اقنية الري . وعليه المحافظة على النظام وتطويره وعلى العدالة ، والعمل على ألا يجري اضطهاد الضعفاء والبؤساء او معاملتهم معاملة سيئة من قبل الاغنياء والاقوياء ، وان لا يتعرض الأرامل والايتام للظلم ، وان لا يعاني المواطنون العاديون من تجاوزات الموظفين المتغطرسين او الفاسدين ولهذا كان عليهم سن القوانين والقواعد التي تحدد الحقوق الشرعية للافراد .
على ان هذا العدل كان يقوم ضمن احترام الحدود الاجتماعية التي يحددها انتماء المواطن لهذه الفئة او تلك من المجتمع . فالسياسة كانت من اختصاص المواطنين الاحرار الذين يشكلون اغلبية سكان البلاد ، وهم بمعظمهم من العاملين في ميادين الانتاج الزراعي والحرفي والتجارة . إلا ان القسم الضئيل منهم الذي يعمل في سلك ادارة المعابد أو في الجهاز الاداري الملكي كان يحتل مكانا هاما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فإنه يتمتع بنفوذ اكبر من غيره من المواطنين الاحرار . أما العبيد ، وهم اما اسرى حرب سومريون او اجانب ، او مواطنون احرار فقدوا حريتهم ، فإنهم لا يملكون إلا حقوقا محدودة