ما هي الموضوعية والذاتية وماذا تعني عبارة: الإنسان مقياس كل شيء ولماذا تقبل علماء الاجتماع بالذاتية

 






الموضوعية / الذاتية

Objectivism/Subjectivism

Objectivisme/Subjectivisme

اتجاهان فكريان متعارضان في معرفة الاشياء والحكم عليها . وتنطلق الموضوعية في صياغة أحكامها من الموضوع الواقع أمامنا كحقيقة مستقلة عن الذات العارفة . وهي تحمل معنيين :

١ - ان العالم الخارجي هو موضوعي بمقدار ما هو ليس ابداعا من ابداعات الخيال او خلقا من بنات الافكار ، وبمقدار ما يفرض نفسه على الذات في استشعار الواقع . أي ما كان يطلق عليه فيشته و صدمة ، اللا أنا . وبذلك تصبح كلمة موضوعي معادلة لكلمة واقع .

٢ - ان العالم الخارجي هو موضوعي بمقدار ما يشكل موضوعاً لمعرفة عامة وشاملة ومعترف بها عالمياً بمعزل عن رأي الفرد لكونها تصدر عن قوانين ضرورية مستقلة عن حواسنا ووجهة نظرنا وتحصل على موافقة الجميع .

وهكذا يمكن تحديد الموضوعية بسمتين اساسيتين :

١ - ما هو موجود بالاستقلال عن الذات .

٢ - ما هو معترف به عالميا .

اما الذاتية فانها تعمل بخلاف الموضوعية على صياغة أحكامها بالعودة الى الذات العارفة وحدها .

فكل وجود هو وجود للذات ينطلق منها ويعود اليها ، والعالم الخارجي ليس سوى وعي الذات له وخارج ذلك فهو غير موجود . فهي ترى مثلاً ان الجمال والقبح والحق والباطل والخير والشر وغيرها من القيم متعلقة برأي كل شخص فيها على حدة . وقد كان الفيلسوف اليوناني بروتاغوراس احد الممثلين الرئيسيين لهذا الاتجاه اذ كان يقول : الانسان هو

مقياس كل شيء ، معتبراً ان ما هو خير بالنسبة لأحدهم قد يكون شراً بالنسبة إلى الآخر . كما ان الاديب الايطالي بيرانديلو Perandello كتب مسرحية اطلق عليها عنوان : و لكل شخص حقيقة ، مجسداً بذلك النزعة الذاتية خير تجسيد .

وتجدر الاشارة الى ان التعارض بين مفهومي الذاتية والموضوعية بتلاقى بشكل واسع مع التعارض بين مفهومي المادية والمثالية . فكلا المفهومين كان له تأثير شهديد على صياغة الافكار والنظريات السياسية وخلفا صراعات لم تنته حتى الآن . فكارل ماركس في مقدمة كتابه ، مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ، يعلن و ان البشر ، خلال انتاجهم الاجتماعي لوجودهم ، يدخلون في علاقات محددة وضرورية ومستقلة عن ارادتهم تعبر عن درجة محددة من تطور قواهم المنتجة المادية . ان مجموع هذه العلاقات تشكل البنية الاقتصادية للمجتمع والقاعدة الحسية التي تقوم عليها بنية فوقية قانونية وسياسية تحدد بدورها اشكالاً محددة من الوعي الاجتماعي .. وفي مكان آخر يضيف : . ليس الوعي هو الذي يحدد وجود البشر وانما على العكس وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ... . اذا

الماركسيون يرفضون رد الواقع الى الفكر ويعتبرون التحليل الموضوعي هو الاداة الفعالة التي تؤدي الى المعرفة والممارسة الصحيحتين . كما أنهم ينسبون صفة العلمية الى نظريتهم لأنها تعتمد المنهج الموضوعي في التحليل . وترفض النظرية الوضعية ايضاً أي معالجة للظواهر الاجتماعية انطلاقاً من الذاتية . حتى ان دوركايم كان يصف الوقائع الاجتماعية بأنها ( أشياء ) .

لكن التركيز على الموضوعية وتقديسها في فهم العالم الخارجي كان من الاسباب الرئيسية التي دفعت بالوجوديين والظاهراتيين واصحاب المذهب التفهمي في علم الاجتماع الى اعادة الاعتبار للذات دون إهمال الموضوع . فركزوا على الانسان وعلى حرية الاختيار عنده وقدرته على تخطي الواقع الموضوعي دون ان

 

مقياس كل شيء ، معتبراً ان ما هو خير بالنسبة لأحدهم قد يكون شراً بالنسبة إلى الآخر . كما ان الاديب الايطالي بيرانديلو Perandello كتب مسرحية اطلق عليها عنوان : و لكل شخص حقيقة ، مجسداً بذلك النزعة الذاتية خير تجسيد .

وتجدر الاشارة الى ان التعارض بين مفهومي الذاتية والموضوعية بتلاقى بشكل واسع مع التعارض بين مفهومي المادية والمثالية . فكلا المفهومين كان له تأثير شهديد على صياغة الافكار والنظريات السياسية وخلفا صراعات لم تنته حتى الآن . فكارل ماركس في مقدمة كتابه ، مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ، يعلن و ان البشر ، خلال انتاجهم الاجتماعي لوجودهم ، يدخلون في علاقات محددة وضرورية ومستقلة عن ارادتهم تعبر عن درجة محددة من تطور قواهم المنتجة المادية . ان مجموع هذه العلاقات تشكل البنية الاقتصادية للمجتمع والقاعدة الحسية التي تقوم عليها بنية فوقية قانونية وسياسية تحدد بدورها اشكالاً محددة من الوعي الاجتماعي .. وفي مكان آخر يضيف : . ليس الوعي هو الذي يحدد وجود البشر وانما على العكس وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ... . اذا

الماركسيون يرفضون رد الواقع الى الفكر ويعتبرون التحليل الموضوعي هو الاداة الفعالة التي تؤدي الى المعرفة والممارسة الصحيحتين . كما أنهم ينسبون صفة العلمية الى نظريتهم لأنها تعتمد المنهج الموضوعي في التحليل . وترفض النظرية الوضعية ايضاً أي معالجة للظواهر الاجتماعية انطلاقاً من الذاتية . حتى ان دوركايم كان يصف الوقائع الاجتماعية بأنها ( أشياء ) .

لكن التركيز على الموضوعية وتقديسها في فهم العالم الخارجي كان من الاسباب الرئيسية التي دفعت بالوجوديين والظاهراتيين واصحاب المذهب التفهمي في علم الاجتماع الى اعادة الاعتبار للذات دون إهمال الموضوع . فركزوا على الانسان وعلى حرية الاختيار عنده وقدرته على تخطي الواقع الموضوعي دون ان

يكون عبداً له . من هنا انتقاد الماركسيين لهذه الايديولوجيات ووصفها بأنها نوع من انواع الفكر البورجوازي الحديث وأنها لا تمثل سوى اصحابها .

ان المعركة بين الاتجاه الموضوعي والذاتي على الصعيد الفلسفي والسياسي هي معركة مستمرة مع كل انعكاساتها على المواقف والممارسات السياسية والاجتماعية والثقافية ... الى حد اصبح الأخذ بأحدها مدعاة للتصنيف والنقد ( يمين ويسار ) .

تعليقات